ومضت الأيام و الأشهر والسنوات وأتى ذلك العيد الحزين مجدداً
فأصررت أن أزور ذلك القبر البنفسجي في تلك الغابة الروحانية
حملت ورود الياسمين وذلك العطر الزمرجدي وبقايا ذكريات
ومضيت في طريقي إلى تلك الغابة الروحانية
وصلت البوابة ودخلت
وقعت عيناي على ذلك القبر الحزين
تذكرتها فأدمعت عيناي وتجمد قلبي وتوقفت شراييني
تقدمت خطوات وخطوات حتى أصبحت بجوار ذلك القبر الحزين
وضعت ورود الياسمين ومكثت بجانب القبر
رفعت يداي ودعوة أن يرحمها الله
بكيت كثيراً وكثيراً
تساقطت دمعاتي كشلالات المياه العذبة الدافئة
لتروي القبر الحزين ، أغمضت عيناي
تذكرت تلك الليلة الشتوية الباردة
وباقات ورود الياسمين الجميلة الفوّاحة
وكلمات وعبارات رقيقة و دموع طفولية بريئة صادقة
أجهشت بالبكاء و نحتت الدموع على خدي بحراً
كفنان يرسم لوحته الجديدة بإتقان
شردت بفكري في تلك الذكريات وفي ذلك الماضي
إنحرفت بعيناي إلى هناك وإذا بشخص قادم
إنه عجوز عمره بحدود الـ 65 أو أكثر
تقدم خطوة خطوة إلى أن وصل لي
رد السلام فأجبته وبدأ يطرح الأسئلة
ما بك يا فتى ؟ هل تبكي ؟ من أنت ؟ ومن هو صاحب هذا القبر ؟
وبدأت أجوابه على أسئلته الغريبة
وقاطعته
وأنا أقول له لا فائدة ، لماذا أذكر لك كل هذا ؟!
لماذا أريد أن أعيد نزف ما تبقى ؟؟!
لماذا كل هذا ؟؟!!
وبدأ العجوز يهون عليّ ويقول لي إحكي لي يا فتى
فأنت تخفي الكثير والكثير
وبدأت أسرد عليه قصة عشقي لصاحبة ذلك القبر
وكيف تعرفت عليها و كيف عشقتها بجنون
وأخبرته عن حبها لي وحبي لها وعن أخلاقها الرفيعة والحسنة
وعن إحساسها وعن إبتسامتها الغاضمة الحزينة
وعن تاريخ عشقي لها فلم أفوت أي لحظة
وقلت للعجوز كل شيء وقلت له كيف تعاهدنا على النجاح
والإخلاص والتضحية لبعضنا البعض
و تعاهدنا على الزواج
وتعاهدنا أن ترفض هي أي شخص يتقدم لها
وأن أصر أنا على عدم خطبة أي فتاة أخرى
و بدون أن يعلم أحد عن الأسباب
وبدون أن يعرف أي شخص عن حبنا لبعضنا وعن كل شيء عنا
أخبرت ذلك العجوز بأنها ليست من عائلتي أو من أحد أقربائي
ولاكنها أصبحت كل شيء في حياتي
وأخبرته كيف إنتشلتني من عالم الأحزان والضياع ولو مؤقتاً
وكيف كانت تهون عليّ و تحثني وتبعث بيّ الحماس و حب التضحية
أخبرته أنني عشقتها بكل ما أملك ولو طلبت أي شيء سأحضره لها
ولو كان ذلك سيكلفني روحي و سينهي رحلتي مع الحياة الدنيوية
وأخبرته أنني سأتحدى الدنيا من أجلها ومن أجل عينيها الزرقاوين
أخبرته كيف ماتت إيمان معشوقتي وهي بسن الـ 15سنة
وكيف غير ذلك التاريخ مجرى حياتي كلها
وأخبرته أنني كنت سأخطبها فور إنهاء المرحلة الثانوية
وعمري وعمرها 15سنة
وأخبرته عن خواطري وكتاباتي لها
التي لم ترها بعد و أن حبها جعل مني شاعراً وفيلسوفاً في الحياة
أخبرته كيف أنني كنت معها قبل لحظات من رحيلها الأبدي
وأخبرته كيف أن ذلك التاريخ اللعين غير كل حياتي
جعلني حزيناً متألماً ممزقاً ضائعاً في هذه الدنيا
أخبرته أنني كنت أحبها و أعشقها فوق أي حب وعشق يشعر به أي إنسان
أخبرته أن موتها حطمني وزعزع كياني وشتت أفكاري
أخبرته واخبرته وأنا أتمزق من داخلي و أنا أنزف دماء سوداء
وإذا به يقاطعني ويقول :
كفى يا فتى فلن أحتمل
وقتها أحسست بشيء إتجاهه
وقلت له : بالله عليك قل لي من أنت يا حجي ؟!!
إني أشعر بشيء ما ولاكن لا أعلم ما هو !!
وإذا به يقول لي :
سأخبرك يا فتى ولاكن إوعدني بأنك لن تقوم بأي شيء
إستغربت من كلامه وشعرت بذلك الشيء مجدداً !!
وقلت له : أوعدك يا عمي
فقال : أنا أب تلك الفتاة
عم صمت كبير الغابة الروحانية
فقلت له : أتمزح يا عماه ؟؟!!!
فقال : أنا أب أحلام يا فتى
صدمت و لم أستطع التكلم وصمت طويلاً !!
فإجتاح كلامه الصمت و إخترق الزمان
وقال : هون عليك يا بني
أعلم أنك الأكثر حزناً على فقدها
والآن علمت ما الذي كان يفرحها ويجعلها سعيدة
وعلمت مدى حبك لها يا فتى
فلا تحزن فقد إمتلكت الدنيا وما فيها
وعملت الآن مدى حزنك و ألمك
فقد أحببتها يا فتى بصدق وجعلتها ملكة لا بل إمبراطورة
فقلت له بحزن شديد وأنا مغادر :
الوداع و المعذرة يا عماه فقد إنتهت الحكاية
وقبرها موجود بقلبي ولن أحب بعد اليوم .
العيد الحزين والقبر وبقية الحكاية
ومضت الأيام و الأشهر والسنوات وأتى ذلك العيد الحزين مجدداً
فأصررت أن أزور ذلك القبر البنفسجي في تلك الغابة الروحانية
حملت ورود الياسمين وذلك العطر الزمرجدي وبقايا ذكريات
ومضيت في طريقي إلى تلك الغابة الروحانية
وصلت البوابة ودخلت
وقعت عيناي على ذلك القبر الحزين
تذكرتها فأدمعت عيناي وتجمد قلبي وتوقفت شراييني
تقدمت خطوات وخطوات حتى أصبحت بجوار ذلك القبر الحزين
وضعت ورود الياسمين ومكثت بجانب القبر
رفعت يداي ودعوة أن يرحمها الله
بكيت كثيراً وكثيراً
تساقطت دمعاتي كشلالات المياه العذبة الدافئة
لتروي القبر الحزين ، أغمضت عيناي
تذكرت تلك الليلة الشتوية الباردة
وباقات ورود الياسمين الجميلة الفوّاحة
وكلمات وعبارات رقيقة و دموع طفولية بريئة صادقة
أجهشت بالبكاء و نحتت الدموع على خدي بحراً
كفنان يرسم لوحته الجديدة بإتقان
شردت بفكري في تلك الذكريات وفي ذلك الماضي
إنحرفت بعيناي إلى هناك وإذا بشخص قادم
إنه عجوز عمره بحدود الـ 65 أو أكثر
تقدم خطوة خطوة إلى أن وصل لي
رد السلام فأجبته وبدأ يطرح الأسئلة
ما بك يا فتى ؟ هل تبكي ؟ من أنت ؟ ومن هو صاحب هذا القبر ؟
وبدأت أجوابه على أسئلته الغريبة
وقاطعته
وأنا أقول له لا فائدة ، لماذا أذكر لك كل هذا ؟!
لماذا أريد أن أعيد نزف ما تبقى ؟؟!
لماذا كل هذا ؟؟!!
وبدأ العجوز يهون عليّ ويقول لي إحكي لي يا فتى
فأنت تخفي الكثير والكثير
وبدأت أسرد عليه قصة عشقي لصاحبة ذلك القبر
وكيف تعرفت عليها و كيف عشقتها بجنون
وأخبرته عن حبها لي وحبي لها وعن أخلاقها الرفيعة والحسنة
وعن إحساسها وعن إبتسامتها الغاضمة الحزينة
وعن تاريخ عشقي لها فلم أفوت أي لحظة
وقلت للعجوز كل شيء وقلت له كيف تعاهدنا على النجاح
والإخلاص والتضحية لبعضنا البعض
و تعاهدنا على الزواج
وتعاهدنا أن ترفض هي أي شخص يتقدم لها
وأن أصر أنا على عدم خطبة أي فتاة أخرى
و بدون أن يعلم أحد عن الأسباب
وبدون أن يعرف أي شخص عن حبنا لبعضنا وعن كل شيء عنا
أخبرت ذلك العجوز بأنها ليست من عائلتي أو من أحد أقربائي
ولاكنها أصبحت كل شيء في حياتي
وأخبرته كيف إنتشلتني من عالم الأحزان والضياع ولو مؤقتاً
وكيف كانت تهون عليّ و تحثني وتبعث بيّ الحماس و حب التضحية
أخبرته أنني عشقتها بكل ما أملك ولو طلبت أي شيء سأحضره لها
ولو كان ذلك سيكلفني روحي و سينهي رحلتي مع الحياة الدنيوية
وأخبرته أنني سأتحدى الدنيا من أجلها ومن أجل عينيها الزرقاوين
أخبرته كيف ماتت إيمان معشوقتي وهي بسن الـ 17سنة
وكيف غير ذلك التاريخ مجرى حياتي كلها
وأخبرته أنني كنت سأخطبها فور إنهاء المرحلة الثانوية
وعمري وعمرها 19سنة
وأخبرته عن خواطري وكتاباتي لها
التي لم ترها بعد و أن حبها جعل مني شاعراً وفيلسوفاً في الحياة
أخبرته كيف أنني كنت معها قبل لحظات من رحيلها الأبدي
وأخبرته كيف أن ذلك التاريخ اللعين غير كل حياتي
جعلني حزيناً متألماً ممزقاً ضائعاً في هذه الدنيا
أخبرته أنني كنت أحبها و أعشقها فوق أي حب وعشق يشعر به أي إنسان
أخبرته أن موتها حطمني وزعزع كياني وشتت أفكاري
أخبرته واخبرته وأنا أتمزق من داخلي و أنا أنزف دماء سوداء
وإذا به يقاطعني ويقول :
كفى يا فتى فلن أحتمل
وقتها أحسست بشيء إتجاهه
وقلت له : بالله عليك قل لي من أنت يا عماه ؟!!
إني أشعر بشيء ما ولاكن لا أعلم ما هو !!
وإذا به يقول لي :
سأخبرك يا فتى ولاكن إوعدني بأنك لن تقوم بأي شيء
إستغربت من كلامه وشعرت بذلك الشيء مجدداً !!
وقلت له : أوعدك يا عماه
فقال : أنا أب تلك الفتاة
عم صمت كبير الغابة الروحانية
فقلت له : أتمزح يا عماه ؟؟!!!
فقال : أنا أب إيمان يا فتى
صدمت و لم أستطع التكلم وصمت طويلاً !!
فإجتاح كلامه الصمت و إخترق الزمان
وقال : هون عليك يا بني
أعلم أنك الأكثر حزناً على فقدها
والآن علمت ما الذي كان يفرحها ويجعلها سعيدة
وعلمت مدى حبك لها يا فتى
فلا تحزن فقد إمتلكت الدنيا وما فيها
وعملت الآن مدى حزنك و ألمك
فقد أحببتها يا فتى بصدق وجعلتها ملكة لا بل إمبراطورة
فقلت له بحزن شديد وأنا مغادر :
الوداع و المعذرة يا عماه فقد إنتهت الحكاية
وقبرها موجود بقلبي ولن أحب بعد اليوم .
ملحوظة هامة :
القصة حقيقية و هي قصتيتحياتي
هشام الجراح